سيارات بيجو الفرنسية المعروفة لها تاريخ طويل منذ بداية تأسيسها عام 1810 على يد الاخوان بيجو , الشركة كانت تتخصص في صناعة الصلب والدراجات الهوائية حتى وصلت لعام 1947 وانطلقت من بعدها
وذلك ما سوف نعرضه خلال هذا الموضوع وتستطيع قراءة العديد من قصص وتاريخ السيارات العالمية ومن بينها قصة سيارة فورد وغيرها

تاريخ شركة بيجو من ورشة المجوهرات إلى إمبراطورية السيارات

بدأت قصة شركة بيجو (Peugeot) مع جاستين بليزر، صانع المجوهرات من مدينة مونبلييه الفرنسية، والذي لعب دورًا مهمًا في وضع حجر الأساس لشركة ستصبح من عمالقة صناعة السيارات في أوروبا.

شعار الأسد: بداية الهوية البصرية

قام بليزر بتصميم شعار الأسد المميز الذي أصبح فيما بعد الرمز الأيقوني لشركة بيجو، ليعكس القوة والسرعة والدقة، وهي القيم التي سعت الشركة لترسيخها في جميع منتجاتها.

الانطلاقة نحو عالم النقل

في عام 1869، بدأت شركة بيجو التفكير في حلول جديدة للتنقل، فدخلت مجال تصميم العربات التي تجرها الخيول لصالح الجيش، وامتلكت حينها أحدث التقنيات في صناعة العربات، مما ساعدها على تطويرها بشكل مستمر.

أول سيارة: Serpollet

عام 1889 شهد ولادة أول سيارة تحمل اسم بيجو، والتي سُميت Serpollet. في نفس العام، كان يعمل في مصانع الشركة أكثر من 1100 عامل، وهو رقم ضخم في ذلك الوقت ويعكس حجم الإنتاج والتوسع.

الابتكار في الوقود: بنزين مدعوم

في عام 1890، واصلت بيجو طريق الابتكار بإنتاج سيارة تعمل بالبنزين، حملت اسم Peugeot Type 2. كانت هذه خطوة ثورية في وقت كانت معظم وسائل النقل لا تزال تعتمد على الطاقة البخارية أو الدفع الحيواني.

الإطارات المطاطية وطرازات متعددة

بحلول عام 1892، دخلت بيجو مرحلة جديدة بإنتاج الإطارات المطاطية، وأطلقت في نفس العام خمسة طرازات جديدة، مما وضعها في مصاف الشركات الرائدة في تصميم السيارات الحديثة.

الانتشار والتوسع

مع بداية القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1900، كانت الشركة تنتج حوالي 500 سيارة سنويًا. لم يتوقف التوسع هنا، ففي عام 1902 تم افتتاح مكتب رسمي لبيجو في منطقة ليفالوا بالعاصمة باريس.

توحيد العائلة: اندماج مهم

في عام 1910، شهدت الشركة حدثًا مفصليًا حين اندمجت شركة أرمند بيجو مع شركة أوجيني بيجو، وهو ما ساهم في توحيد الجهود وتوسيع نطاق الإنتاج والتوزيع.

تعدد الشعارات

في تلك الفترة، استخدمت بيجو ثلاث شعارات مختلفة لتمييز منتجاتها، مما يعكس تنوع الإنتاج وتعدد الخطوط التصنيعية داخل الشركة.

الانطلاقة الرياضية وتطور التصميم (1912 – 2000)

بيجو والسباقات: بداية المجد

في عام 1912، حققت شركة بيجو نجاحًا هائلًا في عالم السيارات الرياضية، حيث فازت في سباق الجائزة الكبرى، ما عزز من مكانتها عالميًا في مجال السرعة والأداء. ولم تكن بيجو مجرد شركة سيارات تقليدية، بل كانت في طليعة الابتكار الهندسي.

أول محرك بأربعة أعمدة وأربع صمامات لكل أسطوانة

تميزت الشركة بتقديم أول سيارة في العالم تحتوي على أربعة أعمدة كامة وأربع صمامات لكل أسطوانة، وهو تصميم متطور جدًا في ذلك الوقت، ومقدمة للعديد من التقنيات المعاصرة في المحركات.

سيارة الكابريوليه: الأناقة الفرنسية

في عام 1934، أطلقت بيجو طرازًا فريدًا من نوعه وهو بيجو كابريوليه، والذي تميز بأناقته وانسيابيته، ما جعله خيارًا مفضلًا للباحثين عن الرقي والتفرد في التصميم.

الريادة في التصميم: بيجو 403

مع حلول عام 1955، أبهرت بيجو العالم مجددًا بإطلاق بيجو 403، أول سيارة من إنتاجها مزودة بـ زجاج أمامي محدب، مما حسن من الانسيابية وساهم في تقليل مقاومة الهواء، في سابقة كانت الأولى من نوعها حينها.

تطور شعار الأسد

ظل شعار بيجو، أسد بيجو الشهير، يتطور مع الزمن ليواكب روح العصر. فقد انتقل من شكل الأسد داخل درع إلى رأس أسد بلفور بخلفية سوداء وإطار أبيض، حتى جاء عام 2002، حين قامت الشركة بتحديث الشعار ليصبح أكثر حداثة ووضوحًا، بإضافة خطوط عصرية وانسيابية.

بيجو 504: أيقونة السيارات الفرنسية

واحدة من أهم العلامات الفارقة في تاريخ الشركة هي بيجو 504، التي أطلقت لأول مرة في نهاية الستينات وبداية السبعينات. وقد حققت هذه السيارة نجاحًا هائلًا واستمر إنتاجها لعدة سنوات في العديد من الدول، لا سيما في إفريقيا والشرق الأوسط، نظرًا لمتانتها واعتماديتها.

طرازات مميزة خالدة

إلى جانب بيجو 504، قدمت الشركة مجموعة من السيارات التي تركت بصمة واضحة، أبرزها:

• بيجو 405: من أبرز السيارات العائلية التي حققت نجاحًا كبيرًا في الثمانينات والتسعينات.

• بيجو 406: تميزت بتصميم أكثر عصرية وراحة، واكتسبت شهرة واسعة في الأسواق الأوروبية والعربية.

• بيجو 505: جمعت بين الأداء القوي والراحة، وكانت مفضلة لدى الكثير من سائقي الأجرة والسيارات العائلية.

نبذة عن ارماند بيجو

أرماند بيجو: رائد صناعة السيارات الفرنسية

وُلد أرماند بيجو في جنوب فرنسا لعائلة صناعية عريقة، وهي العائلة المؤسسة لشركة بيجو، التي بدأت نشاطها في مجال تصنيع الأدوات المعدنية مثل إطارات النظارات والمناشير ومطاحن البن.

الانطلاقة والطموح

منذ سنواته الأولى، أظهر أرماند شغفًا بالهندسة والميكانيكا، فقرر تطوير مهاراته المهنية والتحق بدورات تدريبية هندسية في شركة ليدز البريطانية، وهناك بدأت تتبلور في ذهنه فكرة ثورية: إنتاج عربات تعمل بوسائل نقل ميكانيكية بدلًا من الدفع اليدوي أو الحيواني.

من الدراجات إلى السيارات

في عام 1882، أطلق أرماند بيجو أولى خطواته العملية عبر تصنيع الدراجات الهوائية، ثم طور منها إلى دراجات بخارية بثلاث عجلات تعمل بالدفع الميكانيكي. وفي عام 1892، حقق إنجازًا مهمًا حين أنتجت شركته أول سيارة بيجو بأربع عجلات، لتدخل بذلك عالم السيارات بشكل رسمي.

التعليم والانفصال

تابع أرماند مسيرته التعليمية بتفوق، وتخرج من كلية الهندسة عام 1895، ما عزز من كفاءته التقنية والإدارية. ولكن طموحه الكبير دفعه إلى الاختلاف مع ابن عمه أوجين بيجو، الذي كان يملك الحصة الأكبر من الشركة، مما أدى إلى انسحابه من الشركة وتأسيس شركته الخاصة، والتي ركز فيها على تصنيع محركات الاحتراق الداخلي، في وقت كانت هذه التكنولوجيا في بداياتها.

العودة إلى بيجو والنجاح الساحق

بعد فترة من الاستقلال، عاد أرماند ليتولى إدارة شركة بيجو مجددًا، واستطاع خلال قيادته أن يرتقي بالشركة إلى مستوى عالمي، حيث وصلت إلى إنتاج ما يقارب 10,000 سيارة سنويًا، ما جعل بيجو تُصنّف كأفضل شركة سيارات في فرنسا خلال تلك الفترة.

النهاية المشرّفة

بعد مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والابتكار، قرر أرماند بيجو التقاعد، وتوفي في 2 يناير عام 1915، بعد عامين فقط من اعتزاله، تاركًا خلفه إرثًا ضخمًا ساهم في تشكيل صناعة السيارات كما نعرفها اليوم.